في مصر
الموزع الوحيد
منذ بدء عرض فيلم الجوكر من إخراج تود فيلبس في جميع دول العالم، وهو يثير الجدل حول ولادة أذكى وأقوى عدو لباتمان. فيليبس (مخرج أفلام The Hangover) أعاد تقديم شخصية الجوكر بإضافة لمسة إنسانية على أمير الجريمة أرثر فليك (واكين فينيكس)، وتحويله من بطل متعاطف إلى خصم فوضوي انتقامي.
طوال الفيلم نرى أرثر، مهرج وحيد يعاني من أزمة صحية تجعله يضحك في مواقف غير مناسبة، يحاول يعيش حلمه المتناقض بأن يصبح كوميديان وهو لا يجيد إضحاك الناس. ويظهر في برنامج تلفزيوني هزلي لموراي فرانكلين (روبرت دي نيرو) ويكتشف في النهاية أن موهبته هي شيء مختلف تماماً؛ وهي إثارة الفوضى والعنف.
الفيلم يمزج الخطوط ما بين الكوميديا والتراجيدي مع نظرة صريحة علي الصراعات اليومية التي يمر بها شخص غير مستقرعقليا وينحدر إلى طريق مظلم مليء بالانتقام. برغم من حذر وخوف الكثيرين من التكلم على الأمراض النفسية والعقلية، لكن نرى أن الجوكر يناقش بصراحة كل المواقف السيئة والاعتداءات النفسية اللي ممكن يتعرض لها أي شخص في المجتمع وتكون سبب في تكوين المرض النفسي، ولهذا أشهر جملة في الفيلم هي: “أسوء حاجة يمكن أن يتعرض لها المريض النفسي هو أن يكون مُجبر أن يعيش كأنه سليم بدون مرض” .يرى البعض أن الطريقة التي عرض بها الفيلم الأمراض النفسية ليست سليمة، لأن الفيلم ينقصه الإدراك والفهم الواضح للمرض العقلي وللمجتمع ككل. وكان هناك رد فعل سلبي من البعض الآخر لأن الفيلم رسم أرثر كأنه رمز للثورة وللمنبوذين لكنه في الحقيقة قاتل فوضوي ومدمر.
التصوير السينمائي الجميل للورانس شير مع الموسيقى التصويرية المؤثرة لهيلدر جودنادوتير أضافت طبقات من العمق والإحساس لأرثر فليكالي جسده فينيكس ببراعة وحوله من شخص ساذج ومثير للشفقة إلى شخص فوضوي مدمر، وهذا ساعده على ان يترشح للأوسكار برغم من التدقيق المستمر والمقارنة بين أدائه و ما بين أداء الراحل هيث ليدجر في The Dark Night.
يعتبر الكثير أن الجوكرفيلم فني؛ ولكن هل كان يشجع علي ارتكاب العنف والجرائم؟ أم كان قصة بسيطة تجعلك تتعاطف مع الشرير الذي كان في يوماً من الأيام شخص ساذج وضعيف؟ الجوكر أصبح أكثر من مجرد شخصية في الكتب والأفلام والكوميكس، الجوكر هو فيلم يجسد مشاكل المجتمع بأسره وتأثيره على حياة إنسان واحد.